472 ـ عبدالقادر الجزائري (1807 ـ 1883)

زعيم عسكري وديني جزائري، من مواليد وهران، زار دمشق وبغداد والحجاز في صباه، عندما احتلت القوات الفرنسية مدينة الجزائر عام 1830، حشد عبدالقادر الجزائري القبائل وأعلن الجهاد، وقاد الثورة الوطنية المسلحة وعمل على الحيلولة دون امتداد الاحتلال الفرنسي لداخل البلاد. فأحرزت انتصارات عززت مكانته، وأسس في منطقة وهران دولة جزائرية امتدت رقعتها حتى الحدود المغربية، مما دفع فرنسا إلى الاعتراف بسلطته على عموم الجزائر،

ثم مصالحته في معاهدة تفنا عام 1837، إلا أنه ما لبث أن أعلن الثورة بعد عامين، نظراً لمطامع الفرنسيين الذين سارعوا إلى توسيع احتلالهم للريف، فخاض عبدالقادر حرب عصابات لمدة 8 سنوات بمساعدة عبدالرحمن سلطان مراكش، فاعتقلت السلطات الفرنسية أفراد عائلته عام 1843، فأستسلم مرغماً عام 1847، وأسرة الفرنسيين في إحدى القلاع بفرنسا حيث بقى إلى أن فك نابليون الثالث أسره عام 1852، وقرر صرف معاش سنوياً له.

انتقل بعد ذلك مع أسرته إلى دمشق واستقر فيها معززاً مكرماً من إخوانه عرب المشرق حتى وفاته، لعب دوراً مشرفاً ومهماً أثناء الاضطرابات التي حدثت في سورية ولبنان في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، واشتهر بنبله وإبائه وإغاثته للمضطهدين، وكان على صلة طيبة برواد النهضة العربية والحركة القومية العربية.

توفي بدمشق عام 1883، ونقل إلى الجزائر سنة 1967.